Sunday, August 26, 2007

وردة الشيكولاتة


مركب سلوفان احمر
بتعدى بحر الشيكولاتة
كازازيان قاعد بعوده السكران
بينقرش فى سحابات قلبها ابيض
ده مش غزل فى الستاير الحرير
اللى ضفرت بيها شعر المينا الشرقية
ولا هبّة حنين من صدرى
ولا كرامة من كرامات وحدتى
دى وردة الشيكولاتة
بتستحمى ف برفان الخلوة

كابوس


ف أسانسير ضلمة
متشعبط ف روحى وهى طالعة
والكلاب بتهوهو على جثتى المرمية قدامى
وفيران ملوّنة زى القطيفة بتتنطط ع البيانو المسوّس
وبتعزف كونشيرتو جنايزى

كلامى بانهج , واناطالع ف سلم حديد حلزون لبيت المومس
أخيرا إيدى بتلقف بزّ متقشر
أخيرا باعرق على قميص نوم أزرق مالوش جيران

باقى ربع ساعة على دخلتى المشهد . . .
الملابس مش جاهزة ولا الضحكة و الكالوس بيشغى رطوبة
وباقى صحابى ف المسرح بيتخانقوا , مخاصمين الاضاءة والإفّيه وباقى صحابى . .
لأ باقى ربع ساعة
حافظ الرقصة اللذيذة والصرخة الكوميدية وسلامى ع الجمهور
جريت على سعيد العمروسى / شارلى
ـ سعيد . . نفسى أمثّل . .
وعيونى بتبكى تراب وحزن وحب للمسرح والحياة وكلّ الهبل
صقفوا وافتكرونى رميت إفّيه . .
قعدت ع الكرسى الهزّاز ورميت ع القطط السيامى عصير البرتقان


اول فبراير 2000
القاهرة

أتوبيس


- دافس نفسى فى كوعى الغايص فى جناب البنت المزنوقة جنبى فى الأتوبيس
وباعت خيالى فى ممالك تانية: اساطير الحرامية ، غنج الكدابين ، دهب البراءة الفالصو ، حمام بيطير مولّع ، ورود بتشيخ ع الفساتين ، انبيا هربانين ، تماثيل الآلهة اللى بتسيح فى الميدان ، وملايكة بتنتحر ...

البت البزاز – وكأنها توصيلة كهربا مسروقة لقلبى العشة الصفيح المطرودة من الونس
مش ضرورى إسمها أو السن أو رايحة لفين وجاية منين ولا الحمامة اللى راقدة ورار بزازها
المهم تفضل راضية ببجاحة كوعى ، ومصهينة على تمثيلى التعب والنوم ، وتساعدنى على تلخيص المسافة بين هبو جسمى وبردها ، وبشرط تبقى حاسة ومش حاسة ، علشان أقدر أشغّل الفيلم إياه فى دماغى ، وأنا روحى بتنسحب من كل التفاصيل والمناظر اللى بتتنطط قدام عيونى وبتبهت .

البت اللى بنتقابل دايما فى خيالات أتوبيس فاضى مفهوش غيرنا .

- دخلنى من دبوس كوعه ،زى العصفور بينقّر ف عشه ، هيّج كل الحمام اللى فى صدرى ، عايز يشق القميص ويكسّر إزاز الأتوبيس ، عصفوره الجبان ، حيته الكسلانة اللى بتتسرسبرف بحيرة دافية نايمة فيها عريانة ومستنياهاتلدغنى بحنانها ،
وأنا فى ملكوت تانى : باشم ريحة حمامات البخار دروخة دقة الزار ، بخور بيشهق من جلدى ،وباطرطش ع الحيطان غنجى ، بارفّص من الوجع والنشوة ، وكأنى بأولد وأتولد فى طلق واحد ، سايبة جسمى فوق شمعته تشكله براحتها من جديد ، غلا نظرة هادية وغايمة زى الملاية البيضا ، وتحتها صوابعه بتمص روحى .

الواد اللى باستناه فى محطات مفهاش ركاب تانيين .


القاهرة
أغسطس – نوفمبر
2002

أسطورة

" هل يمكن قتل اللحظة دون جرح الأبدية ؟ "
ديفيد هنرى ثورو

قال يعنى أول مرة !!!
........................
ح آخدلى كام شهر لحد الحوارات ما تفضى من إسمها
وح أضطر أزوّغ لما حدّ يفتح السيرة
وأتقمص دور الندل ؛ اللى ما صدّق
لحد أحلامهم ما تنتحر
وبقوة الشك الرهيبة اللى بازغلل بيها أى حقيقة
ح أقدر أثبتلهم إن وجودك أساساً كان مجرد أسطورة
أو حلم كلنا حلمناه فى نفَس واحد ، فى ليلة محدوفة فى عِب السحر
- ما أكم حكايات حكيتها ، وكنت بطلها ، وماحدش صدقنى –
المهم دلوقتى إنى أبدّد أى غيمة فيها ريحتك ...
وممكن أتعاقد مخصوص مع شركة نضافة أو كام عربية رش تغسل الأماكن اللى مرت علينا من أى ذكرى
وأرجع تانى للكادر القديم إياه : ليل خارجى ، وانا راجعلهم معبّى شنطتى حاجات كتير مش بتاعتى ،
وصورك من غير راس
وأطلع كراريس الوحدة م الصندرة
وأدخّن تل الورد اللى مبعوتلك – وارفض أبقالك شاهد قبر
وإن زنقنى البكا .....
أبقى أدفس نفسى فى أى جنازة معدية فى خيالى

إسكندرية
19 يونيو 2002

عائشة شغب تتطاول على الصباح

إلى .. الإسكندرية.. برلين
الآن
فى أى عطر تخوضين ؟
فى أى عاصفة تمرحين ؟
دائما تتقافزين فى وحل دمى
بينما تلوحين لطائرات تقصف بيوت الكارتون التى صنعتُ فى المساء

ولأننا موثوقون إلى شجرة محترقة
نفرح بالبنزين الذى تذرفه عيوننا
ونسمى هذا دفء اللقاء

وعندما ننظف جرحَ كل منا بملح مسافر
ونمزق رسائلنا لنصنع مراكبا نطعم بها الريح
نسمى هذا برد الرحيل

ها أنت تتصيدين حيواناتك المخلّقة ؛
النبات الحجرى ، الطيور المفترسة ، القصائد المترجمة ،و المدن المحتلة .
تحاولين تكسير ارتباك المرايا إلى قطع صغيرة بحجم الأظافر ،
تخمشين بها دخان سيجارتك المنتحرة ،
وتعكسين بها بله الشمس على وجوه النائمين

وأنا أتسول الفلسفة
وأخترع أصدقاء من ملابسى البالية
وأنشر كسلى على نوافذ المقاهى الصباحية
وأشتم القطار الذى لا يصل إلى البحر
وأتحاشى الغناء كى لا يتسع الفتق فى رئتى
وأشرب غمامة هاوية ..
وأتذكرك

5/5/2001
القاهرة

خريطة


إنتى مش غريبة
رغم إنى ماعرفكيش قبل كدة
لكن جسمك ؛ تكوينه ، رسمه وخطوطه
زى خريطة لصحرا قديمة
برمالها العطشانة
بتلالها وصخورها الوحيدة
بدروبها التايهة
عدّيت فيها قبل كدة
وفتّشت فيها ، لحد ما فحتّ بير مية حلوة
تكفّى لزرع جنّة متساعش إلا اتنين
لمّا شوفتك
لقيت الحدّ التانى
.

شريط ذكريات


إلى نيكوليتا كرم ... البطلة اللى هربت من الأفيش

أفتكر إن صورتك دلوقتى بقت اوضح ، بعد ما بعدتى كل المسافة دى فى الزمن .
ماتشغليش بالك م الفرقعات والفلاشات اللى ممكن يعملها خيالى ، وطرطشة الألوان الفاقعة اللى ح تحاول تظهر جنبك فى الصورة ولو على هيئة دموع ملونة م الكاميرا اللى باحاول احبس بيها الباقى من ذكرياتى معاكى ..
Ok .. نبدأ ؟؟
الاول لازم توعدينى .. وده ح يكون اول وعد صريح ف علاقتنا – ح توعدينى إنك تتصرفى بطبيعتك وماتبصيش للكاميرا لارتبك واسرحى ف عنيكى وانسى انى بافتكرك ..
ح ترجعى لنفس الاماكن بتاعتنا .. الى اتحولت بقدرة قادر لبلاتوهات مليانة إضاءات مكسورة وديكورات تايهة بتروح وبتيجى وعمال وكومبارس ، ح تفتكريهم صحابنا والناس اللى قابلتيهم قبل كدة ، فماتزعليش لو ماحدش فيهم إفتكرك ..
ح نرجع لنفس المناظر دى ، وح نرجع نقلد نفسنا بصدق شديد ، وح نعيد كل الحاجات اللى كنا بنعملها سوا ؛ ح ناخد نفس الركن فى القهوة ، ونلعب دومينو – بطريقتك طبعا ، وح نطلب شاى كشرى ليكى وقهوة زيادة لية ، وح اطلّع علبة سجاير .. طبعا انا فاكر .. ح تتضايقى م التدخين ، بس ده ليه ضرورة درامية ، لغنى ح اعرف من زعلك قد إيه كنتى بتحبينى وخايفة علية من الموت بالسرطان ، وإنك كنتى عايزانى أعيش معاكى للأبد .. وكلام تانى كنتى بتقوليه .. حاسيبلك الكاميرا دايرة ليكى لوحدك ف كلوز لعنيكى وهى بتدمع م الحب والخوف ، ساعتها ح اقرر ابطّل تدخين عشانك ، بعد السيجارة اللى ح تسمحيلى بيها ، عشان مازعلشى .
ولما يعدى الولا بتاع المناديل ؛ اللى بتحبيه ح اديله جنيه ومش ح اخد منه مناديل ، والمشهد ح ينتهى بصنعة لطافة منك وانتى بتنتهزى مرواحى للحمام وتحاسبى ، ومش ح تنسى تاخدى كل الورد المشوّك اللى كانت بتديهولنا عايدة ..
إنتى مش شايفة معايا إن عايدة ممكن تدّى المشهد عمق وشاعرية وشجن ؟؟ بس لو سمحنالها بجمل زيادة فى الحوار وحضور أكتر ح نضطر نكون فى الفلو وهى فكس فى مركز المشهد ، وده مش من مصلحة لحظتى دلوقتى وإنتى بعيدة وعايدة فى اسكندرية مع حبّبية تانيين ....
ع العموم نكمّل ...
المردة دى مشهد تخيّلى .. وانا اللى ح اكتبه واخرجه بنفسى ؛ ح انزل اسكندرية ، زى عوايدى ح اروح الكريستال آخد قهوتى الصبح قبل نا اعمل اى حاجة ، وح افتكرك طبعا ، وح اتمم ، على كل الحاجات اللى سبتيلها ذكرى ، وح اظبّ الحنين والأسى ف عيونى ومرارة خفيفة فى حلقى ، وانا باشخبط على حبة ورق ابيض اسكتش لقصيدة جديدة عنك ، أفاجئ بيها العيال ع القهوة بالليل ، عشان يطمنو إنى لسة حىّ ، فى اللحظة دى .. لحظة فشلى فى الكتابة ، ح تظهرى انتى جنبى ، بحيث احسبك سمير القهوجى او بياعة وح التفت فى حركة سلوموشن ، ح تقابلينى انتى بضحكتك إياها ..
ضحكتك اللى أول مرة شفتك قبضت علية متلبس بوحدتى ، الضحكة اللى باحاول اتبت فيها بكل دموعى ،
بعد غيابك غير المبرر دراميا من حياتى ..
27 نوفمبر 2002
القاهرة